“البهجة24” تكشف تفاصيل حصرية عن احتجاز مرضى عقليين بضيعة بقلعة السراغنة..الدرك الملكي يقدم غدا 3 موقوفين أمام الوكيل العام بمراكش

“البهجة24” تكشف تفاصيل حصرية عن احتجاز مرضى عقليين بضيعة بقلعة السراغنة..الدرك الملكي يقدم غدا 3 موقوفين أمام الوكيل العام بمراكش

بعد انتهاء البحث معهم، من المقرر أن يجري المركز القضائي للدرك الملكي بقلعة السراغنة، صباح غد الأحد 29 دجنبر الجاري، مسطرة التقديم أمام نائب الوكيل العام المداوم لدى استئنافية مراكش، لـ3 أشخاص، في حالة اعتقال، على خلفية قضية احتجاز 19 مدمنا على المخدرات و مريضا عقليا بضيعة فلاحية بإقليم قلعة السراغنة.

و رجحت مصادر مطلعة أن تتم المسطرة في إطار قانون مكافحة الاتجار بالبشر لتوفر بعض أركان الجريمة المذكورة في نازلة الحال.

و تأتي مسطرة التقديم بعد مداهمة أمنية، في حدود الـ6 و النصف من مساء أول أمس الخميس 26 دجنبر الحالي، نفذها 14 دركيا ينتمون للمركز القضائي و المركز الترابي لدرك العطاوية، بقيادة ميدانية لقائد سرية الدرك الملكي بقلعة السراغنة شخصيا، حكيم دويش، و التي أسفرت عن تفكيك محتجز سري يؤوي 16 مريضا نفسيا من أثر الإدمان على المخدرات و الأقراص المهلوسة، بالإضافة إلى 3 مرضى عقليين، بدوار “الطواهرة لقصور” بجماعة “الشعرا”، التابعة لدائرة العطاوية.

و وفقا للمصادر نفسها، فقد جاءت المداهمة بعد شكاية توصلت بها مصالح الدرك الملكي بالإقليم، نهاية الأسبوع المنصرم، من لدن والدة أحد النزلاء السابقين بالضيعة، توضح فيها أن ابنها، البالغ من العمر 28 سنة، قضى بها زهاء سنة و نصف، قبل أن يرجعه مالك الضيعة إلى منزل أسرته بإقليم سيدي بنور، و هو مصاب بمرض الربو و يعاني من احتباس الماء في بطنه.

لم تتأخر الضابطة القضائية، فبعد إخبار النيابة العامة المختصة، أُخضعت الضيعة لمراقبة طيلة 5 أيام متواصلة، قبل أن تنفذ المداهمة و يتم العثور على المرضى النفسيين و العقليين، الذين تتراوح بين 25 و 52 سنة، موزعين على 9 غرف بمنزل مقام على ثلاثة طوابق وسط الضيعة.

و حسب المصادر ذاتها، فإن المرضى، المنحدرين من: تطوان، طنجة، الدار البيضاء، مكناس، و مراكش، أمضوا حوالي سنتين ممنوعين من مغادرة الضيعة، نافية أن يكونوا تعرّضوا للتعذيب أو للاستغلال في العمل القسري.

و تابعت مصادرنا بأن صاحب الضيعة كان يخصص غرفة لكل نزيلين من المرضى الذين كانوا يفترشون ألحفة أسرّة (Matelas) بدون إطارات حديدية، و يقدم لهم وجبات غذائية مقابل مبالغ تتراوح، بين 1000 و 1500 درهم، تؤديها له عائلاتهم شهريا.

كما كشفت معطيات البحث أن ممرضا يعمل بأحد المراكز الصحية الحضرية بتطوان كان يقوم بدور التنسيق هاتفيا بين عائلات مرضى من مدن الشمال و صاحب الضيعة من أجل إيوائهم بها.

و قد تم إخضاع المرضى المحتجزين لخبرة طبية بمستشفى الأمراض العقلية و النفسية بحي “كدية الجمالة” بمدينة قلعة السراغنة، الذي يؤويهم حاليا.

كما تم توقيف صاحب الضيعة و ابنه الذي كان يقوم بمساعدته في إيواء المرضى، بالإضافة إلى الممرض، و الذين جرى وضعهم تحت الحراسة النظرية، على ذمة البحث القضائي التمهيدي الجاري معهم، في انتظار استكماله و تقديمهم، غدا، أمام النيابة العامة.

في غضون ذلك، طالبت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (فرع العطاوية ـ تملالت) بـ”فتح تحقيق جاد و مسؤول حول هذه الممارسات الحاطة من الكرامة الإنسانية ، وما نتج عنها من احتجاز قسري و اختطاف  و تعذيب و مس بالسلامة البدنية و النفسية لهؤلاء المواطنين، و الكشف عن الحقيقة كاملة، وإعلان  نتائجه للرأي العام، و ترتيب الجزاءات القانونية على كل المتورطين و الفاعلين المباشرين والوسطاء و المتسترين، و كل من ثبت في حقه  ممارسة فعل يجرمه القانون و تعريض أرواح و سلامة المواطنين و المواطنات للخطر”.

و لفتت، في بيان أصدرته، أمس، انتباه الجهات المسؤولة إلى “ضرورة تعميق البحث حول احتمال وجود محتزين آخرين في أماكن سرية أخرى”، مُعبّرة عن خشيتها من “أن تكون هذه الأفعال المشينة مدبرة بشكل مدروس”، و مطالبة بالتحقيق “حول شبهة وجود شبكة منظمة للاتجار في البشر”.