الكاتب ياسين عدنان يناقش في نيويورك دور الثقافة في خدمة التنوع المغربي
في أجواء مغربية أصيلة داخل مقر قنصلية المملكة في نيويورك، بشارع وول ستريت الشهير، سلّط الروائي و الصحفي المغربي ياسين عدنان الضوء على دور المثقف في النهوض بالغنى و التنوع الثقافي للمغرب.
و خلال لقاء انعقد، مساء أمس السبت 17 نونبر الجاري، مع أفراد من الجالية المغربية المقيمة في منطقة نيويورك الكبرى، بمبادرة من القنصلية العامة للمغرب، أشار عدنان إلى أن المثقف، سواء كان شاعرا أو روائيا أو صحفيا، يساهم في هذا المجهود الجماعي لإبراز الفسيفساء الثقافية و الحضارية العريقة التي يتميز بها المغرب.
و أوضح أن المثقف، من خلال عين الناقد الفاحصة و روحه المتوقدة، ينخرط في تفكيك الأحكام المسبقة و تمحيص الأفكار الجاهزة باعتماد مقاربة موضوعية و إيجابية تروم، في نهاية المطاف، تقديم مساهمة نوعية للبناء المجتمعي و توطيد أسسه.
و بالنسبة لهذا الكاتب، المزداد بمدينة آسفي و الذي نشأ في مراكش المجاورة، فإن الأمر يتعلق بـ”رؤية ثقافية” تبرز الدور المترابط بين الأدب و المجتمع.
و أبرز عدنان، الذي يقوم بزيارة للولايات المتحدة للمشاركة في البرنامج الدولي للكتابة الذي تنظمه جامعة آيوا، أن الفعل الثقافي يعكس بسخاء، من خلال تعبيراته المختلفة، أوجه التنوع في المجتمع و الهوية المغربية.
كما اعتبر مؤلف رواية “هوت ماروك” أنه من الضروري تعزيز دور الثقافة من خلال تشجيع مساهمة وسائل الإعلام و شبكات التواصل الاجتماعي التي أصبحت واقعا لا جدال فيه.
و في كلمة بالمناسبة، أشار القنصل العام للمغرب في نيويورك، عبد القادر الجموسي، إلى أن هذا اللقاء يأتي تفاعلا مع خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء، الذي أعلن جلالته من خلاله عن إعادة هيكلة المؤسسات المعنية بالمغاربة المقيمين في الخارج.
و أوضح الجموسي أن هذا الحوار التفاعلي، الذي يتزامن أيضا مع الاحتفال بذكرى عيد الاستقلال، يندرج في إطار اللقاءات الثقافية الدورية التي تنظمها القنصلية لفائدة المغاربة في نيويورك و الولايات المجاورة.
من جانب آخر، أكد الجموسي على أهمية الرهان الثقافي بالنسبة لمغاربة العالم الذين يعتبرون بمثابة سفراء للمملكة و لتنوعها العريق، مضيفا أن أفراد هذه الجالية يولون اهتماما خاصا للثقافة و دورها في الحفاظ على الهوية المميزة للمغرب.
و عبّر أفراد من الجالية المغربية المقيمة في منطقة نيويورك الكبرى، في مداخلات، عن تشبثهم بالوطن الأم و استعدادهم الدائم للمساهمة في دينامية التنمية الشاملة التي يشهدها المغرب، بما في ذلك المجال الثقافي.
كما تطرقوا إلى أهمية تعزيز المكون الثقافي من أجل الحرص على نقل إرثه إلى الأجيال المستقبلية من مغاربة العالم، داعين إلى إقامة شراكات في هذا الصدد و عقد لقاءات منتظمة مع المغاربة المقيمين في الخارج.
و شارك في هذا اللقاء الأستاذ الأمريكي ألكسندر إلينسون، الذي قام بترجمة رواية “هوت ماروك” لياسين عدنان إلى اللغة الإنجليزية.
كما عرف مشاركة شعراء مغاربة يقيمون في الولايات المتحدة، من أمثال: فاطمة الزهراء تسولي، و عمر برادة، و سلوى غرداف، وم بارك السريفي، الذين ألقوا قصائد من آخر إبداعاتهم.
المصدر/وكالة المغرب العربي للأنباء