سنتان سجنا لمن أهان أمّة أجنبية..حكومة الدانمارك تعرض قانونا لحظر حرق القرآن الكريم
حكومة الدانمارك، التي يواجه بلدها خطر تزايد التهديدات الإرهابية، تريد حظر تدمير الرموز الدينية مثل الكتب المقدسة علانية، فقد تقدمت، أول أمس الجمعة 25 غشت الجاري، بمشروع قانون بشأن الموضوع نفسه، ولكنه يبقى بعيدا عن الإجماع.
“البهجة24” ترجمت مقالا نشرته صحيفة “لوموند Le Monde” الفرنسية، أمس، لمراسلتها في السويد، “آن فرانسواز هيفرت”، تناول النقاش السياسي الحاد الجاري حاليا بالمملكة الاسكندنافية.
بتسليطه الضوء على المخاطر التي تهدد أمن البلاد، يريد التحالف الذي يتولى السلطة منذ دجنبر 2022، و المكون من الديمقراطيين و الاشتراكيين و الليبراليين، حظر الإساءة العلنية (الإتلاف) الكتب الدينية، ولكن معارضي هذا القانون، وهم من حساسيات سياسية مختلفة، يعتبرونه مسّا بحرية التعبير.
و ينص القانون على أن “كل من أهان علنا أمة أجنبية، دولة أجنبية، علمها أو أي علامة وطنية أخرى معترف بها”، وكذلك “علم الأمم المتحدة أو المجلس الأوروبي” يتعرض لعقوبة سجنية قد تصل إلى سنتين.
و تسعى الحكومة، التي تتمتع بالأغلبية في البرلمان، أن تضيف إلى قائمة الجرائم “المعاملة غير اللائقة لشيء له أهمية دينية كبيرة بالنسبة لطائفة دينية أو شيء يبدو على هذا النحو. ”
و إذا كان نص مشروع القانون المذكور يبدو غامضا وفضفاضا، فلا يوجد أدنى شك أنه يهدف في المقام الأول إلى وضع حد لحرق القرآن الكريم. فعندما احرق المتطرف اليميني “راسموس بالودان” النسخ الأولى من كتاب الإسلام المقدس في الضواحي الدنماركية، سنة 2017، لاستفزاز المسلمين، لم تثر فعلته أي رد فعل في الخارج، لكن الأمر اختلف في يناير الماضي، عندما قام بحرق الكتاب أمام السفارة التركية في ستوكهولم، بينما كانت السويد تنتظر الضوء الأخضر من أنقرة للانضمام إلى الناتو.
و تم إحراق مصاحف أخرى في السويد و الدانمارك، في وقت لاحق، مما أثار غضب منظمة التعاون الإسلامي وجعل البلدين هدفا للإسلاميين. وفي 20 يوليوز المنصرم، أضرم أتباع الزعيم الديني العراقي الشيعي، مقتدى الصدر، النار في السفارة السويدية في بغداد. و بعد يومين، تم إحراق مقر منظمة غير حكومية دنماركية في البصرة. و منذ ذلك الحين، دعا تنظيم القاعدة المسلمين في السويد والدنمارك وفي جميع أنحاء أوروبا إلى “ممارسة واجبهم الانتقامي ضد المملكتين”.