شكاية تطالب بالتحقيق في الاستيلاء على بقع أرضية مخصصة للأسر المرحّلة من حي القصبة بمراكش

شكاية تطالب بالتحقيق في الاستيلاء على بقع أرضية مخصصة للأسر المرحّلة من حي القصبة بمراكش

تقدمت الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان و حماية المال العام، صباح اليوم الاثنين 26 غشت الجاري، بشكاية أمام  الوكيل العام بمراكش لفتح بحث قضائي بشأن ما تعتبره “تبديدا لأموال عامة و التزوير و التدليس و الاغتناء غير مشروع على حساب المال العام، عبر تواطؤ مسؤولين و أعضاء بجماعة المشور ـ القصبة بمراكش و استيلائهم غير المشروع على بقع أرضية مخصصة لتعويض أسر تم ترحيلها من حي القصبة إلى تجزئة “الهناء” بجماعة تسلطانت، خلال الفترة الانتدابية (2009-2015)، برئاسة فؤاد الحوري”، المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار.

و أوضحت الشكاية، التي تقدم بها رئيس الجمعية، الحقوقي عبد الإله طاطوش، أن الخرق يتعلق بـ”استيلاء مجموعة من المنتخبين و المقربين منهم على أكثر من 30 بقعة أرضية بالتجزئة المذكورة، التي هيأتها مؤسسة العمران للأسر المرحّلة من حي  القصبة العتيق”.

و تابعت الشكاية أنه و في إطار إعادة تأهيل محيط مسجد “يعقوب المنصور الموحدي”، المعروف بـ”مسجد مولاي اليزيد”، و إعادة تأهيل حي القصبة التاريخي، قام المشرفون على المشروع بهدم العشرات من المنازل و تم تعويض الأسر القاطنين بها عبر تسليم كل أسرة بقعة أرضية بمساحة 80 مترا مربعا، و 60 ألف درهم كمساهمة في البناء.

و أضافت بأن المعلومات و المعطيات المتوفرة للجمعية و الوثائق التي بين أيديها تكشف عن أن “مجموعة من المنتخبين، و في مقدمتهم الرئيس السابق للجماعة، فؤاد الحوري، و مقربون منه استفادوا من بقع أرضية دون وجه حق، و بينهم امرأة تدعى لطيفة استفادت من أكثر من بقعة أرضية، رغم أنها لم تكن موضوع ترحيل، إذ لا زالت تقطن بمنزلها بحي القصبة، كما استفاد  ابنها و أخوها من أكثر من بقعة أرضية دون موجب قانوني”، و هي البقع التي قالت الشكاية إنها تحمل الأرقام التالية: (186-191-192-355-356-359-371-379-385-386-387-379-.989..).

و أشارت الجمعية، في شكايتها، إلى أن “بعض مسؤولي الجماعة عمدوا إلى الإتيان بغرباء عن حي القصبة و تسجيليهم بصفتهم مكترين لهذا المنزل أو ذلك، لكي يصبحوا مؤهلين للاستفادة من التعويض، قبل أن بتم بيعهم هذه البقع بشكل غير مشروع”.

و التمست الشكاية من الوكيل العام مطالبة مؤسسة العمران بمراكش الإدلاء للضابطة القضائية بلوائح المستفيدين و البيانات و الوثائق  لكشف ما وصفته بـ”حجم التدليس و التزوير الذي طال عملية تسجيل المستفيدين، و المتاجرة بشكل غير مشروع في بقع أرضية خصصت لها الدولة عشرات الملايين من الدراهم، قبل أن يغتني بجزء منها مجموعة من المسؤولين بجماعة المشورـ القصبة”.

و التمس الجمعية، أيضا، من الوكيل العام إعطاء تعليماته للضابطة القضائية المختصة من أجل الاستماع إلى كل من: “فؤاد الحوري، الرئيس السابق لجماعة المشور ـ القصبة، و جميع أعضاء مجلس الجماعة نفسها، خلال الفترة الانتدابية المذكورة، و المدير العام لمؤسسة العمران بجهة مراكش ـ آسفي، و جميع الأطراف المباشرة و غير المباشرة المسؤولة عن هدر و تبديد المال العام في هذا الملف”.