في ذكرى وفاة لحسن مبروم..سيرة مناضل صامد وصادق
حلت في شهر شتنبر الجاري الذكرى الـ25 لوفاة المناضل لحسن مبروم.”البهجة24″ تنشر مقتطفا من سيرة مناضل كان صامدا وصادقا، و شعلة متقدة من الذكاء و الحيوية.
وُلد لحسن مبروم في أكتوبر 1953 بمراكش من أسرة متواضعة. تلقى تعليمه بمدرسة “ثكنة الغول” و بإعدادية “الكتبية” ثم بثانوية “أبي العباس السبتي”. عُرف بمواهبه الخلاقة والجمعوية وتعطشه للمعرفة و التحصيل.
تأثر الفقيد بالأحداث التي عاشتها البلاد في الستينيات، ليجد نفسه منخرطا في الحركة التلاميذية في تنظيمات الشبيبة الاتحادية، و يتعرّض للقمع كتلميذ بعد خوض عدة إضرابات، حيث تكسر فكه .
سيتعمق وعيه السياسي بعد حصوله على البكالوريا، سنة 1976، حيث سيلج مركز تكوين الأساتذة بأكَادير كأستاذ لمادة الاجتماعيات. وفي عاصمة سوس، ارتبط نضاله بالتوجه اليساري للحركة الاتحادية. و بعد تخرجه سيتم تعيينه بخريبكَة ليساهم من هناك في تأسيس الكنفدرالية الديمقراطية للشغل.
تعرّض من جديد للقمع والتوقيف سنة 1979 بعد الإضراب الشهير للتعليم، و عاد مجددا للعمل، حيث سيجد نفسه في أجواء الاضراب العام لسنة 1981 بمدينة ابن جرير مؤطرا و منظما. وهي المدينة التي تحفظ له صور رائعة للنضال و الالتزام بهموم المواطنين و قضاياهم الحيوية، حيث سيتعرّض للاعتقال و يحكم عليه بـ10 أشهر سجنا نافذا، و بالحرمان من الحقوق المدنية، و النفي من عاصمة الرحامنة، ليعيش مجددا محنة التوقيف و فقدان العمل.
لكن المناضل الصامد سيواصل نضاله. و يساهم، سياسيا، في تنظيم حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، و يشارك في أشغال مؤتمره الرابع، متحملا مسؤولية مقرر لجنة التنظيم، إذ شكّل قوة اقتراحية لأفكار متقدمة في مجال التنظيم الحزبي.
و في سنة 1994 سيتم انتخابه في الاتحاد المحلي للكونفدرالية الديمقراطية الشغل، حيث كان قوة هائلة في التأطير و التنظيم و التفاوض. كما سيعمل على إحياء فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمراكش.
واصل مبروم نضاله بصدق والتزام، رابطا بين العمل النقابي و السياسي و العمل الثقافي و التكوين الفكري الرزين. لقد عاش حياة مفعمة بالنضال و الدفاع عن القضايا العادلة يحدوه أمل في مغرب الحرية و الكرامة و الديمقراطية، إلى أن توفي، في شتنبر 1998، بعد مرض عضال، تاركا أسرة صغيرة مكونة من زوجة و طفلتين، و أسرة كبيرة من المناضلين يشيدون بصموده و صدقه.