مسؤولون: عملية إزالة الأنقاض بالحوز وصلت لمراحلها النهائية رغم وعورة التضاريس
بلغت التدخلات الميدانية المتعلقة بإزالة أنقاض المساكن المهدمة بإقليم الحوز، جراء الزلزال الذي شهدته المنطقة، في ثامن شتنبر 2023، مراحلها الأخيرة بفضل الفعالية و السرعة اللازمتين التي أبانت عنهما السلطات المحلية و كافة المتدخلين رغم التضاريس الوعرة.
فتنفيذا للتعليمات الملكية السامية، يسهر مختلف المتدخلين، في إطار التعبئة و الحرص الدائمين، على تسريع عملية إعادة إعمار إقليم الحوز و مختلف المناطق التي تضررت جراء هذه الكارثة الطبيعية، حيث يجري حاليا تطبيق حلول ميدانية ملائمة لفائدة الحالات الصعبة.
و قال يوسف وردوني، المدير الإقليمي للتجهيز و الماء بالحوز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “عملية إزالة الأنقاض و الركام وصلت إلى مراحلها النهائية”، مؤكدا على أن ذلك “تطلب جهدا كبيرا، حيث تم هدم أزيد من 23,360 منزلا و إزالة الركام بنسبة 99 % في الإقليم، وهي عملية واجهت صعوبة كبيرة بسبب الدواوير المتفرقة، و ضرورة إزالة الركام للولوج إليها، و صعوبة الربط بين المنازل، و التباعد بينها، و بعد المطارح العمومية عن الدواوير”.
و أضاف: “تم في، البداية، فتح مجموعة من الطرق المصنفة، التي بلغ عددها 8 طرق، فضلا عن مجموعة من الطرق القروية، التي يصل عددها تقريبا إلى 35 طريقا غير مصنفة”، مشيرا إلى أن هذه العملية “مكنت من وصول المساعدات و إجلاء الجرحى. كما تم فتح الطريق رقم 7، التي تعتبر شريان الإقليم، و كانت عرفت انهيارات صخرية كبيرة جدا”.
و نوّه وردوني بتضافر مجهودات كافة المتدخلين، من سلطة إقليمية و مصالح خارجية و مصالح السلطة المحلية، مما مكن من تجاوز الصعوبات.
و أبرز أنه “في إطار البرنامج الاستعجالي، التزمت وزارة التجهيز بإعطاء انطلاقة شطرين من الطريق الوطنية رقم 7، وهو ما تحقق في 24 يونيو الماضي”، مضيفا أن مدة إنجاز هذا المشروع “تبلغ 18 شهرا، و سيتم تقليصه”.
و قال إنه “بانتهاء الأشغال بالطريق المذكورة، التي تربط أربع جماعات: ويركان، إمكدال، إيجوكاك، و ثلاث نيعقوب، سيكون الربط في حالة جيدة، و مقاوما للتغيرات المناخية و الكوارث الطبيعية”، مضيفا أن المقاطع الأخرى “في طور الدراسة لربط الحوز و تارودانت من أجل تقليص المدة الزمنية للعبور و الرفع من مستوى التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و السياحية بالمنطقة”.
من جانبه، أكد أنس البصراوي، رئيس قسم التجهيزات بعمالة الحوز، أنه “تم هدم أزيد من 23,360 مسكنا، من أصل 23,500، و بلغت نسبة الأشغال ما يعادل 99 %، مرجعا ذلك إلى “تضافر جهود مديرية التجهيز و وزارة الداخلية، رغم صعوبة الولوج إلى بعض المناطق”، و مبرزا أن العملية المتبقية” هي 1 % من الحالات الصعبة، التي تتطلب جهودا إضافي”.
و أضاف أن “عملية إعادة الإعمار تبدأ مباشرة بعد إزالة الركام، إذ تم إصدار التراخيص اللازمة من قِبل مختلف المتدخلين”، مؤكدا أن هذه العملية تعرف صعوبات كثيرة، تبدأ من إصدار التراخيص إلى حفر الأساسات و تسليم الأساسات و الهيكل والواجهة الأمامية و السقف العلوي.
و قال: “لقد تم تسجيل 11 ألف حالة لحفر الأساسات، و هو ما يمثل 47 % من العدد الإجمالي للمنازل، و بخصوص التسليم النهائي، تم تسليم ألف منزل من أصل 23,500، وهو ما يعادل 5 % من مجموع المنازل”.
من جهة أخرى، قال أسامة أعبيبو، مهندس بالمختبر العمومي للتجارب و الدراسات و مسؤول ملف زلزال الحوز، “منذ اليوم الأول بعد الزلزال، قمنا بعمل ميداني من أجل فرز حالة البنيات المتضررة، حيث تم تحديد البنايات التي يجب هدمها و تلك التي يجب إصلاحها. كما بعمل تقني من خلال تحديد الدواوير التي يمكن البناء فيها و غير الصالحة للبناء، و الصالحة للبناء وفق شروط صارمة”.
و أضاف: “حتى اليوم، قام المختبر بزيارة أكثر من 10 آلاف من الأساسات التي تم حفرها من قِبل المواطنين المتضررين، و تمت الموافقة عليها من أجل البدء في أشغال البناء، كما قمنا بتحديد حوالي 2000 منزل في خانة الإصلاح”.
و أوضح أن عملية البناء تعرف العديد من العراقيل، التي قال إنها تتمثل في وعورة التضاريس و الطرق المؤدية إلى الدواوير، و صعوبة إيجاد اليد العاملة بسبب انطلاق العمل في وقت واحد في إقليم الحوز، ناهيك عن صعوبة إيصال مواد البناء و التكلفة”.
المصدر/وكالة المغرب العربي للأنباء