من القرويين إلى برينستون..لقاء علمي حول سيرة محمد جسوس
يحتضن مدرج ابن خلدون بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، مساء غد الثلاثاء 23 أبريل الجاري، لقاءً علميا حول السيرة الذاتية لعالم الاجتماع الراحل محمد جسوس، و ذلك بمشاركة ثلة من الباحثات و الباحثين الذين جايلوه أو تتلمذوا على يديه.
و يأتي تنظيم هذا اللقاء في أعقاب صدور السيرة الذاتية لمحمد جسوس، التي أعدها للنشر و نسّق إخراجها الأستاذ عمر بنعياش. “و هي السيرة التي تعود إلى حوار مطول أجراه معه الإعلامي عبد الكريم الأمراني، و تم نشره على حلقات في جريدة الأحداث المغربية، أواخر سنة 2002”.
و لقد صدرت هذه السيرة في 152 صفحة من القطع المتوسط، ضمن إصدارات الجمعية المغربية لعلم الاجتماع، و ذلك احتفاءً “بشخصية وطنية و بفاعل سياسي كان له تأثير واضح على العمل السياسي و الفكر التقدمي”، فالرجل، حسب عمر بنعياش، يعد “متفردا في مساره الأكاديمي و تعدد مصادره الثقافية و سخاء عطائه، و لهذا يعتبر من أهم مؤسسي الدرس السوسيولوجي في المغرب”.
و في تقديمه لهذا الكتاب يتساءل محمد المرجان، رئيس الجمعية المغربية لعلم الاجتماع قائلا: “هل كتب سي محمد جسوس سيرته الذاتية أم سيرة المجتمع الذي عايشه؟”.
و يجيب مبيّنا “من الواضح أن هذه السيرة هي حكاية الذات و الأسرة و الطبقة و البيئة في إطار المواجهة مع عالم المؤسسات، و التي علمتنا العلوم الاجتماعية كيف نعمل على تحليلها”. و لهذا يتوجب الاعتراف بالأهمية الفائقة لهذه السيرة الذاتية، لأنها كشفت قيمة الأحداث التي طبعت مغرب ما بعد الاستقلال منظورا إليها بعدسة السوسيولوجي المتبصر المناضل و المستقل.
يُذكر أن هذا اللقاء العلمي، الذي تنظمه كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، بتنسيق مع شعبة علم الاجتماع، و بتعاون مع الجمعية المغربية لعلم الاجتماع، سينطلق في تمام الساعة الثالثة و النصف عصرا بمقر الكلية الرئيسي بباب الرواح.
و سيعرف اللقاء تقديم كتاب السيرة الذاتية لمحمد جسوس، فضلا عن شهادات و قراءات في تجربته في البحث و الحياة، و ذلك بمشاركة عائشة بلعربي، إدريس بنسعيد، نزهة جسوس، محمد المرجان، عمر بنعياش، عبد الغني منديب، جمال فزة، عبد الرحيم العطري، و حنان زعيرك.
و يأتي اللقاء في إطار تكريس ثقافة الاعتراف و الإفادة من المشاريع العلمية و الحياتية للرواد الذين ساهموا في تقعيد الدرس السوسيولوجي بالجامعة المغربية، و في مقدمتهم الراحل محمد جسوس، الذي بقى دائما نموذجا حيا للأستاذ الذي عرف كيف يعتنق العلم و المعرفة بكل تفانٍ و تضحية من أجل الهدف النبيل المتمثل في إخصاب الفكر السوسيولوجي و إغنائه، و نموذجا للمثقف المدرك لشروط و أسباب الأزمة و عمق الاختلالات التي تعيشها الأنساق و الهياكل و المؤسسات، و نموذجا للسوسيولوجي المدرك لحدود مشروعه العلمي و دوره في حقل الاشتغال و التخصص.