نزاع بين جيران ينتهي بجريمة قتل في الرحامنة

نزاع بين جيران ينتهي بجريمة قتل في الرحامنة

بعدما تم توقيفهم في وقت قياسي، من المقرر أن يجري درك “انزالت لعظم” بالرحامنة، ابتداءً من صباح غد  الأربعاء 23 يوليوز الجاري، مسطرة التقديم أمام الوكيل العام بمراكش، لخمسة أفراد من العائلة نفسها، على خلفية تورطهم في جناية الضرب والجرح المفضي إلى وفاة قريبهم بدوار “أولاد سعيد” بجماعة “لمحرّة”.

ويتعلق الأمر بشخص، يبلغ عمره 64 سنة، وابنيه المزدادين في 1991 و2004، الذين سيمثلون في حالة اعتقال، بينما تُقدم زوجته وعقيلة أحد أبنائه في حالة سراح.

وتعود وقائع القضية إلى الواحدة من بعد زوال الجمعة 18 يوليوز الجاري، حين تقدم شاب يبلغ من العمر 21 سنة برفقة شقيقته بشكاية لدى المركز الترابي للدرك الملكي “انزالت لعظم”، يشيران فيها إلى تعرّضهما للضرب من طرف جارهم، والذي ليس سوى ابن عمومة والدهم، ومدليين بشهادتين طبيتين تحددان مدتي العجز في أكثر من 20 يوما لكل واحد منهما.

ولم تكد تمضي سوى دقائق قليلة على مغادرتهما مقر المركز، حتى حلّت به زوجة المشتكى به، التي صرحت بأن “ف.ب” (56 سنة) يرقد في قسم الإنعاش بالمستشفى الإقليمي “السلامة” بقلعة السراغنة متأثرا بالاعتداء الجسدي الجماعي الذي تعرّض له من طرف أفراد عائلة ابن عمه.

وفي إطار البحث التمهيدي الذي تم فتحه بتعليمات من النيابة العامة باستئنافية مراكش، انتقل عناصر الدرك الملكي، أول أمس الأحد، إلى مستشفى قلعة السراغنة، حيث عاينوا الشخص المذكور وهو في وضعية صحية متدهورة وآثار الضرب والجرح بادية على جسده.

وبينما كان الدركيون يستمعون، أمس، لإفادات الشهود بالدوار، تم إشعارهم بوفاته، ليتم نقل جثتته لمستودع حفظ الأموات بمراكش، حيث أجري تشريح طبي عليها، في حدود الثالثة من بعد زوال اليوم الثلاثاء، لتحديد أسباب الوفاة.

واستنادا إلى المعطيات الأولية للبحث الأمني، فإن العائلتين، اللتين تقطنان بمنزلين متجاورين، كانت بينهما خلافات جوار قديمة زادها تأجيجا كون الشخص المتوفى لم ينجب أبناءً ذكورا وله سبع بنات، فيما ابن عمه لديه شبان يشدون عضده ويعينوه على تكاليف الحياة.

وظلت الخلافات البسيطة تظهر وتختفي، فتارة تشتكي أسرة من ركن ابن جارهم سيارته المخصصة لنقل البضائع والبهائم أمام باب منزلهم، وأحيانا تحتج الأخرى على رش بابهم بمياه من مخلفات الأشغال المنزلية، إلى أن حدث نزاع بين نسوة الأسرتين، صباح الخميس 17 يوليوز الجاري، ليُبلّغ به الضحية من طرف زوجته فور عودته من رعي أغنامه.

اشتد غضبه فعمد إلى رشق باب جيرانه بالحجارة. ولم يكتف بذلك، بل ضرب أحد أبناء جاره بالعصا التي كان يهش بها على أغنامه بعدما صادفه، مساء اليوم ذاته، برفقة أصدقائه من شباب الدوار، وهو ما لم يستسغه هذا الأخير الذي دخل إلى منزلهم وعاد حاملا عصا انهال عليه ضربا بها، قبل أن يدخل على الخط أفراد من العائلتين، لينتهي العراك، حوالي العاشرة ليلا، بنقل رب الأسرة وزوجته على متن سيارة إسعاف جماعية إلى مستشفى مدينة القلعة المجاورة، فيما نقلت سيارة إسعاف أخرى الشاب وشقيقته إلى المؤسسة الصحية نفسها.

وقد تم الاستماع إلى شهود العيان الذين تضاربت تصريحاتهم بين من أفاد بأن الضحية تعرّض لاعتداء جسدي جماعي من طرف جيرانه، وبين من صرّح بأن فردا واحدا منهم هو من اعتدى عليه، قبل أن يتم وضع المشتبه فيهم الثلاثة (الأب وابناه) تحت الحراسة النظرية، في حين أخلي سبيل الاثنين الآخرين (الأم وزوجة ابنها)، في انتظار انتهاء البحث القضائي التمهيدي، الذي تميّز بالجدية والحزم، وتقديمهم أمام العدالة.