هلال:الاقتراح الجزائري بتقسيم الصحراء المغربية مهرب معتاد من انتكاساتها الدبلوماسية
قال إن “المغرب يرفض أي تقسيم ولو حتى لذرة واحدة من رمال صحرائه”
أبرز السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، بنيويورك، أن الاقتراح الجزائري لتقسيم الصحراء المغربية يشكل ذريعة معتادة للهروب من انتكاساتها الدبلوماسية.
و خلال لقاء صحفي إثر اعتماد مجلس الأمن للقرار المتعلق بالصحراء المغربية، الخميس 31 أكتوبر المنصرم، قام هلال بالتعقيب على النقاش الذي أثاره مقترح الجزائر بشأن التقسيم، الذي قدمه المبعوث الشخصي، ستافان دي ميستورا، إلى أعضاء المجلس، خلال جلسة مشاورات مغلقة في 16 أكتوبر الفارط.
و استعرض السفير هلال ثلاثة محاور من أجل استيعاب أفضل لموقف المغرب، بغية الطي النهائي لصفحة النقاش بشأن الاقتراح الجزائري الفاشل.
فبخصوص الجذور السياسية لهذا الاقتراح، قال السفير إنه “لا المبعوث الشخصي السابق، جيمس بيكر، ولا الحالي، ستافان دي ميستورا، تقدما بفكرة التقسيم. لقد كانا مجرد مبعوثين من الجزائر”.
و ذكّر الممثل الدائم للمغرب بأن هذه الفكرة، التي ليست بالجديدة، تم طرحها، في البداية، من قِبل الرئيس الجزائري الأسبق، الراحل عبد العزيز بوتفليقة، بتاريخ 2 نونبر 2001، خلال لقائه ببيكر في هيوستن.
و أبرز أن الممثل الدائم السابق للجزائر بنيويورك، عبد الله بعلي، جدّد تأكيد هذا الاقتراح في رسالته الموجهة إلى رئيس مجلس الأمن، بتاريخ 22 يوليوز 2002، مشيرا إلى أنه بعد مرور 22 سنة، تم تقديم الاقتراح ذاته لدي ميستورا خلال زيارته الأخيرة للجزائر، مطلع السنة الجارية.
و عزا هلال الأسباب التي دفعت الجزائر إلى تقديم مقترح التقسيم في سنتي 2001 و2024، إلى السياق الإقليمي و الدولي لتطور قضية الصحراء المغربية، موضحا أن الجزائر تستخدم التقسيم كمهرب كلما اضطرت لاتخاذ موقف الدفاع الدبلوماسي، في محاولة للتهرب من الضغوط الدولية، باعتبارها طرفا رئيسيا في هذا النزاع الإقليمي.
و لاحظ أنه تم تقديم اقتراح التقسيم في سنة 2001 عقب تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، بتاريخ 17 فبراير 2000، الذي أعلن فيه عدم قابلية تطبيق خطة التسوية و الإقبار النهائي لخيار الاستفتاء، الذي تتشبث به الجزائر، و رفضه للاتفاق الإطار الذي قدمه بيكر، في يونيو 2001، موضحا أن المناورة الجزائرية تسعى لتقليل الأثر السلبي الناجم عن رفضها لخطة بيكر، و الإحباط الناجم عن إقبار خطة التسوية.
و خلال سنة 2024، يضيف هلال، و جدت الجزائر نفسها، مجددا، في موقف دفاعي بعد الإخفاقات الدبلوماسية التي تعرضت لها في السنوات الأخيرة.
و قال إن الجزائر تعرضت لضغوط قرارات مجلس الأمن المتتالية، التي دعتها إلى المشاركة في اجتماعات الموائد المستديرة، فضلا عن التأثير الدبلوماسي للاعتراف بمغربية الصحراء من طرف الولايات المتحدة و فرنسا، و الدعم الدولي الكبير للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، لاسيما من طرف نصف الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، و الذي تعزز بفضل فتح حوالي 30 قنصلية في العيون و الداخلة، مضيفا أن هذا البلد سعى بالتالي إلى إيجاد مخرج من عزلته، من خلال تحيين اقتراح التقسيم المقدم إلى دي ميستورا.
و بخصوص رد المغرب على الاقتراح الجزائري، ذكّر السفير هلال بالجواب الواضح و الحازم الذي لا يكتنفه أي غموض لوزير الشؤون الخارجية، ناصر بوريطة، حيث أكد “أن سيادة المغرب على صحرائه و وحدته الترابية لم تكن في يوم من الأيام على طاولة المفاوضات”.
و في هذا الصدد، شدد على أن “عودة الصحراء إلى وطنها الأم أمر لا رجعة فيه، داعيا الجزائر و المبعوث الشخصي إلى استحضار أن 35 مليون مغربي أدوا قسم الوفاء للمسيرة الخضراء أمام جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، و أن شيوخ القبائل الصحراوية عبّروا، على غرار أسلافهم، عن بيعتهم لملوك المغرب، جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، و صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله”.
و ختم هلال بالتذكير بالتضحيات التي بذلتها القوات المسلحة الملكية المتفانية في الدفاع عن الصحراء و صونها داخل الوطن الأم.
و خلص إلى التأكيد على أن المملكة، لكل هذه الأسباب، ترفض أي تقسيم و لو حتى لذرة واحدة من رمال الصحراء المغربية.