وفاة محمد خليدي الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة

وفاة محمد خليدي الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة

توفي، ظهيرة اليوم السبت 21 شتنبر الجاري، محمد خليدي، مؤسس حزب النهضة و الفضيلة و أمينه العام، إثر مرض لم ينفع معه علاج.

و غادر خليدي إلى دار البقاء بمنزله في مدينة سلا الجديدة، عن عمر ناهز 86 سنة، و سيجري تشييع جثمانه، ظهر غد الأحد، بمقبرة “الشهداء” في الرباط.

و نعاه حزبه، في بلاغ، قائلا:”و إذ يشاطر حزب النهضة و الفضيلة آلام الفقد مع أفراد عائلته و مناضلي الحزب و أصدقائه و محبيه، ليستحضر مسار الفقيد الحافل بالتضحية و العطاء و نكران الذات و خدمة الوطن و نصرة قضاياه و الدفاع عن ثوابته و مؤسساته”.

و انضم خليدي شابا يافعا إلى الحركة الوطنية بمدينة وجدة، و انخرط في صفوفها مدافعا عن استقلال المغرب و سيادته و شرعية ملكه الراحل، محمد الخامس.

و مع بزوغ فجر الاستقلال، عمل إطارا بقطاع الشبيبة و الرياضة، الذي قضى فيه سنوات طويلة مسؤولا عن التكوين و التأطير جهويا و مركزيا، و حصل على دبلوم الدراسات العليا في علوم التربية و الشباب، و أسس عدة جمعيات ثقافية و تربوية و فنية على المستوى الوطني، كما ساهم في إطلاق عدة مبادرات شبابية و جمعوية عربية و دولية، إذ يعتبر عضوا مؤسسا للمهرجان العربي الدولي للشباب، و عضوا في المنظمة الدولية للتكنولوجيا.

و كان خليدي، ابن المنطقة الشرقية، قياديا بحزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية مقربا من الدكتور عبد الكريم الخطيب، أمينه العام و أحد القادة التاريخيين لحزب الحركة الشعبية.

و بعد التحاق مكونات الحركة الإسلامية بحزب “الخطيب”، في 1996، و تغيير اسمه، بعد ذلك بسنتين، إلى حزب العدالة و التنمية، كان خليدي أحد مؤسسيه و قياديه، و انتُخب نائبا برلمانيا باسمه عن دائرة وجدة، بين 2002 و 2007.

كما أسس نقابة الاتحاد الوطني للشغل، المقربة من حزب “المصباح”، و كان أول كاتب عام لها، كما اشتغل في مجال الصحافة مدير نشر للعديد من التجارب الصحفية، أهمها صحيفة المغرب العربي و جريدة العصر.

و ظل خليدي عضوا بالأمانة العامة لحزب العدالة و التنمية، إلى حدود 2005، حيث سيغادره و يؤسس حزبا جديدا هو حزب النهضة و الفضيلة ذو المرجعية الإسلامية.

قاد خليدي مسلسل المصالحة بين الدولة و “معتقلي السلفية الجهادية”، و أسفرت جهوده عن إطلاق سراح عدد من رموز هذا التيار و إدماجهم في الحقل السياسي و النسيج الاجتماعي الوطني.

و على مستوى الدبلوماسية الموازية، ظل الفقيد حاضرا في قلب الدفاع عن القضايا الوطنية و الإسلامية و القومية، حيث شغل منصب عضو في مجلس الشورى المغاربي، و كان عضوا في جمعية الصداقة المغربية ـ الروسية، و نائبا لرئيس جمعية الصداقة الصينية ـ المغربية، كما شارك، من خلال سفرياته المتعددة إلى الخارج و لقاءاته بالسفراء و ممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدين في المغرب، في التعريف بقضية الصحراء المغربية، و بمواقف المغرب الثابتة الداعمة للقضية الفلسطينية.