مطالب بالتحقيق في توزيع وثائق على متضرري الزلزال تحرمهم من الدعم الكامل لإعادة بناء منازلهم

مطالب بالتحقيق في توزيع وثائق على متضرري الزلزال تحرمهم من الدعم الكامل لإعادة بناء منازلهم

طالب فرع آيت أورير/الحوز للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمحاسبة الجهات المصدرة لوثائق وصفها بـ”الفاقدة للمشروعية القانونية”، و التي قال إنها “توزع على المتضررين من الزلزال بإقليم الحوز”.

و أوضحت الجمعية، في رسالة مفتوحة وجهتها اليوم، الأربعاء 19 يونيو الجاري، إلى كل من: رئيس الحكومة، وزير الداخلية، وزيرة إعداد التراب الوطني و التعمير و الإسكان و سياسة المدينة، بأنها تسجل باستغراب “إقدام أعوان سلطة على الاتصال بممثلي جمعيات لحثهم على دفع الساكنة للتوقيع على وثائق تحمل أسماء مختلفة (التزام، إشهاد، و تصريح بالشرف)، يستفاد من مضمونها تحميل الساكنة المتضررة مسؤولية اتخاذ القرار بمحض إرادتها في:

  • الهدم الكلي للمنزل بقرار شخصي و إعادة بنائه في حدود مبلغ 80000 درهم ( 8 ملايين سنتيم).
  • التصريح بأن مبلغ 20000 درهم (مبلغ التسبيق) كاف لإجراء إصلاحات بالمنزل المتضرر، و بالتالي الاكتفاء به كتعويض نهائي.
  • إشهاد بالانتهاء من الإصلاح والتصريح بالعودة للإقامة به”.

و تتساءل الجمعية عن “الطبيعة القانونية لهذه الوثائق، التي لا تحمل أية علامة تدل على الجهة الصادرة عنها، ناهيك عن الغرض من دفع المتضررين لتوقيعها و الإشهاد على أنفسهم بتحمّل مسؤولية تقييم الأضرار والخبرة التقنية”، و عن “الجهة التي لها المصلحة في حرمان المتضررين من الدعم الكامل لإعادة بناء منازلهم”.

كما طالبت باتخاذ “إجراءات استعجالية لإنصاف كل الضحايا، عبر إعادة إحصاء السكان و ليس المباني فقط، مع اعتماد الأعراف المحددة لمفهوم الأسرة/”الكانون”، داعية إلى “استحضار مقاربة النوع الاجتماعي في عملية الإحصاء و التعويض و الدعم، باعتبار المرأة، سواء الأرملة أو الحاضنة، مسؤولة عن تدبير أسرة و ليست فاقدة للأهلية و تعيش تحت الوصاية”.

و طالبت، أيضا، “بتسليم الأسر قرارات واضحة تبيّن حجم الضرر و الدعم المخصص لإعادة البناء، و الالتزام الصريح بما قررته الدولة رغم عدم كفايته، و بإعادة بناء ما دمره الزلزال من مؤسسات عمومية كالمدارس و المستوصفات و الطرق و المسالك الطرقية، و الاهتمام بجدية بتوفير موارد العيش للساكنة، خاصة بقطاع الفلاحة والمهن التي كانت تشكل موردا للكسب، و تفعيل المراسيم المتعلقة بالمناطق المنكوبة و مكفولي الأمة”.

و في إطار تتبعها للمناطق المتضررة من الزلزال، سواء من خلال المعاينة المباشرة أو من خلال  إفادات و شهادات الساكنة المعززة بالوثائق، سجلت الجمعية بأن “عمليات الإحصاء و تحديد حجم الضرر شهدت إقصاء فئات من الدعم”، مستدلة على ذلك “بأرامل، و قاصرين فقدوا جميع أفراد أسرهم و منازل العائلة، و ذوي الاحتياجات الخاصة، و أشخاص فقدوا الزوجة و الأبناء”.

كما سجلت “عدم مراعاة وضعية العائلات الكبيرة، و غموض مسطرة تحديد المنزل الرئيسي أو الثانوي، و عدم تبليغ المتضررين بمحاضر المعاينة و القرارات المحددة لوضعية سكنهم (انهيار كلي أو جزئي،  هدم ترميم …)”.

أما من حيث تنزيل التدابير و وضعية التقدم في الإنجاز، فقد سجلت الجمعية أنه، و بعد ما يقارب عشرة أشهر من الفاجعة، “ما يزال السكان يعيشون داخل خيام تضررت بفعل أحوال الطقس، ناهيك عن غياب أبسط شروط النظافة، و التأخر في التوصل بالتصاميم و بمبلغ التسبيق لبداية الأشغال، و غلاء مواد البناء المرتفعة أصلا بسبب وعورة المسالك”.

و نقلت الجمعية عن الساكنة إفادتها “بغياب شبه تام للخدمات الاجتماعية”، كالتعليم الابتدائي الذي تقول الرسالة إنه “يزاول في خيام غير لائقة”، و أنه “انطلق متأخرا في دجنبر 2023”.

كما سجلت “تخصيص يوم واحد في الأسبوع لتلقيح الأطفال بأربع جماعات قروية، و التأخر في إصلاح السواقي المخصصة للفلاحة، و عدم تزويد جميع المتضررين بالماشية، و توزيع الشعير المدعم المخصص للعلف بكميات محدودة”.